وذكر أنّها سيّرت إليه من الحجاز تذكر له ولادتها، فسرّ بذلك، ووجّه إليها ذهبا وجوهرا لتتّخذ منه زينة لولدها. فحلّت الكعبة ببعضه، وهي أوّل من حلّت الكعبة بالذهب والجوهر ممّا أهداه لها ملك مصر.
قيل: إنّه أكثر من إنفاذه إليها حتّى سمّته العرب: الصادق. وربّما وجدت كثير من أهل الأثر يذكرون أنّ اسم ملك مصر الذي أهدا هاجر لسارة <هو> صادق، وهذا أصله.
ثمّ إنّ طوطيس هذا سأل إبراهيم، عليه السلام، أن يبارك له في بلده، فدعا بالبركة لمصر. وعرّفه إبراهيم أنّ ولده سيملكونها ويصير أمرها إليهم قرنا بعد قرن إلى آخر الزمان، والله أعلم.
[ذكر لوط، عليه السلام]
وأمّا لوط فهو ابن أخي إبراهيم، عليهما السلام. وقيل: بل ابن أخته. وهو لوط بن هاران، بعثه الله تعالى إلى أهل سدوم. وكان هؤلاء القوم يأتون الذّكران، وما سبقهم بها أحد من العالمين. وقيل: إنّما تعلّموا اللّواط من الحمير. فإنّ الذكر يركب الذكر من الحمير.
وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أيضا، أن هذه خاصّيّة في الحمير.