الذى بخيبر، وقلت: يا رسول الله، إنّ الله نجّانى بالصدق، وإنّ من توبتى ألاّ أحدّث إلاّ صدقا ما حييت. والله ما أعلم أحدا من الناس أبلاه الله فى صدق الحديث منذ ذكرت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أفضل (٢٠٥) ممّا (١) أبلانى، والله ما تعمّدت من كذبة منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى يومى هذا، وإنّى لأرجو أن يحفظنى الله فيما بقى، وأنزل الله عزّ وجلّ:{لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ»}(٢) الآية. ثم قال:«وعلى الثلاثة الذين خلّنوا»، إلى قوله:{وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ»}(٣).
وأنزل الله سبحانه فى الذين كذبوا:{سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا اِنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ، فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ، إِنَّهُمْ رِجْسٌ، وَمَأْااهُمْ جَهَنَّمُ، جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ، فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ»}(٤).
[ومن مناقب عثمان رضى الله عنه]
قال ابن عمر رضى الله عنه: كنّا جلوسا أنا وأبو سعيد الخدرى ورافع بن خديج، فجاءنا غلام لعثمان بن عفّان، فقال: قوموا معى إلى أمير المؤمنين عثمان، فسلوه أن يكاتبنى، ففعلنا، فقال: إنّى شريته بخمسين ومائة، فإذا جاءنى بها