للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة عشرة وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع وعشرة أصابع. مبلغ الزيادة ست عشر ذراعا وثلاثة أصابع.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك، وهو بدمشق.

وفيها استقرّ ملك الموصل لعز الدين مسعود بن نور الدين المقدم ذكره. ومدبر مملكته بدر الدين لؤلؤ، أستادار أبيه.

وفيها وردت كتب الخليفة الإمام الناصر لسائر ملوك الإسلام، بأن يشربوا له كأس الفتوة ويلبسوا السراويلات. وسيّر لكل ملك خلعة تليق به، وتقليدا بممالكه، فامتثل جميع الملوك ما رسم لهم به.

وفيها عاد السلطان الملك العادل من الشام إلى ديار مصر.

وفيها توفى الملك الأوحد نجم الدين صاحب أخلاط، واستولى على ممالكه الملك الأشرف مظفر الدين موسى. ثم إنه قدم إلى خدمة السلطان بالديار المصرية. ثم إن السلطان أنعم على ولده الملك المنصور شهاب الدين غازى بتمليك الرّها وأعمالها.

وفيها هدم السلطان حصن كوكب، وأبقى عجلون.

وفيها ظفر السلطان علاء الدين كيكاوس-صاحب الروم-بعمه طغرل شاه، وأخذ بلاده، وقتله، وذبح أكثر الأمراء. وأراد قتل أخيه، فشفع فيه، فعفى عنه، واعتقله. قلت: وهذه رذيلة فى البيت السلجوقى، وإن كانوا غير رذيلين. لكن أنفسهم أنفس قوية ملوكية، لا يروا الضيم من بعضهم بعض، والملك لا شك عقيم.