وفيها أظهر جلال الدين حسن-ملك الإسماعيلية -الإسلام، وكان قبل ذلك زنديقا، هو وجميع طوائفه. وهم أيضا فرقة من فرق القرامطة المقدم ذكرهم.
فأظهر فى هذه السنة الإسلام والتوحيد، وقام بجميع الشعائر الإسلامية، وأمر رعيته بذلك، ولم يكونوا يعرفون ذلك من قبل هذا. واستمسك بمذهب الإمام الشافعى-رضى الله عنه-واستقر كذلك حالهم إلى الآن.
وفيها وصل القاضى بهاء الدين بن شداد، من عند الملك الظاهر بن السلطان صلاح الدين صاحب حلب، رسولا من أمّه إلى ابن عمها الملك العادل، تستعطفه، وتطلب منه ضيفة خاتون شقيقة الملك الكامل-وكانت آخر بنات الملك العادل- وخطبتها لولدها الملك الظاهر، فأنعم لها بذلك، وحصل الاتفاق.
قال ابن واصل: إن فى سنة عشرة كان مولد الملك العزيز بن الظاهر صاحب حلب. وأرخ ذلك بيوم الخميس خامس ذى الحجة من هذه السنة المذكورة. وقال أبو المظفر بل فى سنة إحدى عشر. وكانت ضيفة خاتون توجهت إليه فى أول السنة، وولدت له الملك العزيز آخرها. وقد ذكرنا ذلك. والتفاوت بين النقلين سنة كاملة، والله أعلم بالصحيح فى ذلك. ولم يذكر ابن واصل توجه ضيفة خاتون إلى الملك الظاهر.
وذكر ذلك الشيخ جمال الدين أبو المظفر يوسف بن الجوزى، رحمه الله.