فقطع عليها معوية-رضى الله عنه-قولها فقال <من مجزوء الرجز>:
صه يا بنة المكارم ... فعبد شمس هاشم
هما بزعم الزاعم ... كانا كغربى صارم
فلما سمع العباس وأبو سفيان مقالة معاوية ابتدراه أيّ [هما](٥) يتناوله قبل صاحبه، فتعاوراه ضمّا وتقبيلا وتفدية وافترقا راضيان.
[تفسير كلمات من هذا الخبر]
قوله: هبلتك أمّك، فالأصل الهلاك والتلاف، ومنه قيل للمثقل سمنّا أنه لمهبل فكذلك يقال للفاسد العقل: مهبل وهبيل، والعرب تطلق هذه الكلمة ونظايرها بالدعاء المكروه، ولا تريد بها شرا بل تجريها مجرا اللغو الذى لا يعتد به، وقد تجريها مجرى الحصر والندب إلى الفعل والقول، ومن نظايرها قولهم إذا استحسنوا فعل إنسان أو قوله: قاتله الله، وما له هوت أمّه. قال الشاعر <من الطويل>:
هوت أمّه ما يبعث الصبح غاديا ... وما يؤدى الليل حين يؤوب
فهذا فى المدح والتعظيم، ومنها قول عمر بن عبد العزيز رضى الله
(٨) هبلتك أمّك: انظر هنا ص ٥، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١٠
(١٤) هوت. . . يؤوب: ورد البيت أيضا فى لسان العرب ٢٠/ ٢٥٠؛ مجمع الأمثال ٢/ ٤٥٨