قلت: لست أظن هذه الأبيات من قول عمرو بن العاص رضى الله عنه، فإنها سخيفة اللفظ ركيكة المعنى، وإلى مثل أوليك انتهت الفصاحة، ولعلها مفتعلة من بعض المتوالين وإلا أين هذا الشعر من ما حفظ من كلامه رضى الله عنه! وهو قوله: إمام عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من إمام غشوم، وإمام غشوم خير من فتنة تدوم. وقوله: زلّة الرّجل عظم يجبر، وزلّة اللسان لا تبقى (١٥) ولا تذر. وقوله: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكنه الذى يعرف خير الشرين. وقوله:
من كثر إخوانه كثر غرماؤه. وقوله: أكرموا سفهاءكم فإنهم يكفونكم النار والعار. قيل: ولما بلغت الأبيات معوية أقلع عن مطالبته إلى أن مات.
ذكر سنة ثلث وأربعين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وثلثة أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشر ذراعا وخمسة أصابع.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة معوية رضى الله عنه، وعتبة بن أبى سفيان بمصر، والقاضى سليم بحاله، والمغيرة بن شعبة بالكوفة، ومروان بن الحكم بالمدينة،
(٤ - ٦) إمام. . . تذر: قارن تاريخ اليعقوبى ٢/ ٢٦٣
(٨ - ٩) أكرموا. . . العار: ورد النص فى وفيات الأعيان ٢/ ٥٠٥