وأمّا خراسان فإنّ الذى قدم بهذه الدعوة الخبيثة رجل يعرف بأبى عبد الله الخادم. وكان خادما لعبيد الله المهدى بالمغرب. فأوّل ما ظهرت بنيسابور. فكان أحد من أجابه رجل يعرف بأبى سعيد الشعرانى. فلما حضرت أبا عبد الله الوفاة جعله مقامه فى الأخذ على الناس، واستخلف الشعرانى بعده الحسين بن على المروزى. وأقام بعده المروزىّ محمد بن إسحاق النسفى صاحب كتاب «المحصول» والمقالة المقبولة فيه تعطيل الإسلام وغيره من الأديان، والجرأة على سفك الدماء وارتكاب المحارم وتعطيل الخالق. وكان الذى مكّن أمر هذه الدعوة المروزى بقوته وإمارته وتمكينه. ووزيره يومئذ محمد بن موسى البلخى. فاستدعى له ابن بابويه صاحب سجستان واستدعى النسفى خلقا كثيرا من الرؤساء أصحاب السلاح.