حدست الخواطر بالأفكار، وغرّدت سجعاتها الأطيار، في الأوكار، ولنستفتح الجزء الثاني بذكر مولده ومنشئه ومبعثه وبعض ما تصل القدرة من وصف معجزاته وغزاواته وما لخّص من سيرته، والله تعالى المسهّل لهذه المسالك، والموفّق بكرمه لذلك.
ذكر ما الخّص من كهّان العرب في الجاهليّة
أما شقّ، الكاهن الأوّل، فهو شقّ بن حويل بن آدم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أوّل كاهن كان في العرب العاربة. وآدم كان أبو الجبابرة من عاد وثمود وطسم وجديس، ويقال: إنّه كان بعين واحدة في جبهته.
ويقال: إنّ الدّجّال من ولده. ويقال: بل هو الدّجّال بعينه، أنظره الله تعالى إلى وقته، وهو محبوس في بعض الجزائر، وأنّ الشياطين تأتيه بما يأكل وما يشرب. وقد ورد حديثه وحديث تميم الداريّ ما يغني عن إثبات جملته ها هنا.
وأمّا شقّ الثاني، فهو شقّ بن مراد اليشكري، وكان حكيما للعرب قديما في الجاهليّة. وكان يضاهي سطيح في كهانته، وكان معاصرا لسطيح.
وأمّا سطيح، فهو ربيع بن ربيعة من بني ذئب بن عديّ، وكان يسمّى (٣٥٢) كاهن الكهّان، ولم يبلغ أحدا في الكهانة مبلغه وكان يخبر عن الغيوب بالعجائب.