للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم خمسة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وأربعة أصابع.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة المستضئ بنور الله أمير المؤمنين، والخطبة يومئذ له بسائر بلاد الإسلام.

وانقطعت الدولة الفاطمية إلى الآن، وعاد الحق إلى نصابه، والأمر إلى صوابه.

وقيل إن نور الدين الشهيد فى هذه السنة صاحب دمشق بحاله، وأن وفاته فى سنة تسع وستين.

وفيها أمر السلطان بقتل جميع السودان بالديار المصرية وسائر أعمالها.

وفيها توفى نجم الدين أيوب، والد السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى، ثامن عشر ذى الحجة من هذه السنة.

وفيها وجه السلطان أخاه فخر الدين توران شاه إلى بلاد النوبة، وفتح قلعة يقال لها بريم، وعاد ومعه جماعة من أهلها. وفيها خرج السلطان صلاح الدين إلى غزاة الكرك.

[ذكر منازلة الكرك وسببه]

كان السلطان صلاح الدين-رحمه الله-قد اصطلح مع الإبرنز صاحب الكرك. وكان يعطى الإفرنج شيئا كثيرا لا يعلم له قيمة، ويصانعهم فيما بينه وبينهم، ويجتهد بكتمان ذلك، لا يسمع عنه أنه يصانع عن نفسه وبلاده.