وفيها بطل الأذان بحى على خير العمل، وعاد إلى ما كان عليه أولا، واستمر إلى الآن، أدامه الله إلى يوم الدين. وفى ذلك يقول عرقلة الدمشقى:
أصبح الملك بعد آل علىّ ... مشرقا بالملوك من آل شاذى
وغدا الشرق يحسد الغرب للقو ... م، ومصر تزهو على بغداد
وما حووها إلا بعزم وحزم ... وصليل الفولاذ فى الفولاذ
لا كفرعون والعزيز، ومن كا ... ن بها كالخصيب والأستاذ
وفيها وصل الريدكور صاحب صقلية إلى الإسكندرية وقصد أخذ الديار المصرية. وكان معه جمع عظيم، وصحبته ستين طريدة تحمل الخيول، ومائتى وخمسين شينى، فى كل شينى ثلاثمائة مقاتل. وكان السلطان صلاح الدين قد خرج إلى الشام، وهو على غزة، فأخذ من غزة إلى الإسكندرية فى أربعة عشر مرحلة، مغدى ومعشى؟؟؟.
والتقى الجمعان على الإسكندرية، وجاءت الأمداد من كل جهة. وكانت وقعة عظيمة، نصر الله فيها الإسلام، وأيد أمة النبى عليه السلام. وهرب الفرنج وملكهم الريدكور، وفى أرقابهم سيف كل بطل من المسلمين مذكور. وغنم المسلمون غنيمة جليلة. وهذه الوقعة تعرف بوقعة الريدكور. وفيها اختلاف بين سنتى سبع وتسع، والله أعلم أيهما كانت. والذى يقارب الصحيح أن ذلك فى سنة تسع وستين وخمسمائة.