للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} و {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} وما ذبح لغيري {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ}.

ثمّ وجّه نوح التابوت الذي لآدم، عليه السلام، إلى مكانه بغار أبي قبيس. ثمّ قسّم الأرض بين بنيه. فقال لحام ويافث، إنّه أعطى لولده سام خير الأرض وأعلاه عليّا، فتعادوا منذ ذاك، وتحاربوا، وقتل بعضهم بعضا.

ذكر أولاد نوح، عليه السلام، وهم سام وحام ويافث

وما ولد كلّ إنسان منهم من الأمم

ونبتدئ بذكر حام وبعده يافث وبعده سام، ليكون متّصلا بالعرب والأنبياء، صلوات الله عليهم أجمعين.

فأمّا حام، فيقول أهل الأثر: إنّ نوحا، عليه السلام، دعا عليه بتشويه الولد وسواده، وأن يكونوا عبيدا لولد سام.

ففرقة من أهل العلم يدّعون أنّ سبب الدعوة كشف سوءة نوح، عليه السلام فغطّاها وسترها سام، وضحك وسخر منها حام. قلت: وهذا كلام ضعيف جدّا.

وأمّا المستحسن في هذه الحالة، ما رواه عبد الملك بن هشام في كتاب التّيجان، المختصّ بملوك التبابعة من حمير بن كهلان، وذلك أن السفينة، لمّا كان أوان الحجّ، قذفتها الرياح إلى أرض تهامة. وأوحى الله إلى نوح: إنّكم بالحجّ، فاعتزلوا النساء. فجعل النساء بمعزل والرجال