وفيها أهدى الأفضل للآمر هدايا حسنة فى يوم خميس العدس، من جملتها قطعة مرجان عزيزة الوقوع خطرة المقدار، فحضر الجوهريّون وقالوا: هذه يعمل منها دواة قطعة واحدة، لم ير الناس أحسن منها. فجرّدوا العناية فى عملها فى أسرع وقت. فجاءت شئ عظيم القدر.
فلم يحسن أحدا من الشعراء على أن يأتى بما يناسب ذلك فى القول، إلى أن حضر أحمد بن منصور فقال:
ألين لداود الحديد تكرّما ... يقدّره فى السرد وهو شديد
ألين لك المرجان وهو حجارة ... على أنّه صعب المراس بعيد
فأمر له بجائزة سنّية وملبوس ومركوب، واستحسن ذلك منه.