استدان من رجل فقيه دينا إلى أجل وأتى به للشهود ليكتبوا له مسطورا على الأعرابي فقالوا له: ما اسمك؟ فقال: مازن. قال: ابن من؟ قال: ابن مانع.
قال: ابن من؟ قال: ابن مدافع. قال: من أهل أين؟ قال: من النكّاريّة-وهي قرية من قرى حوف مصر. فقال الفقيه: العتق يلزمني لا بماملتك يا أخا العرب! اسمك ونسبك وبلدك يدلّ على وفائك! نظيرها قيل: أتى أعرابيّ إلى حانوت الشهود يكتب عليه مسطورا بدين فقيل له: ما الاسم؟ قال: شاهين بن عقاب بن سنقر من الطيرية! فقال كبير الشهود لصاحب الدين: إن كنت من العفاريت الطيّارة كتبت لك عليه حتّى تلحق دينك!
ولنعد إلى سياقة التاريخ.
فيها ولّى المنصور خالد بن برمك فارس حربها وخراجها؛ ولم تكن قبله اجتمعت لغيره. وكانت الدفاتر في الدواوين صحفا مدرجة فأول من جعلها دفاتر من جلود وقراطيس خالد بن برمك. وأول من اتّخذ الأتراك من الخلفاء المنصور؛ اتّخذ حمّادا ثم اتّخذ المهدي مباركا ثم اقتدى بهما الخلفاء وسائر الناس. والله أعلم.
ذكر سنة سبع وثلاثين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وستة أصابع، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وستة أصابع:
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المنصور عبد الله بن محمد بن عليّ. وصالح بن عون على حرب مصر. والمثنّى بن زياد على الخراج. والقاضي غوث بن سليمان بحاله.