قال الروحى فى تأريخه المسمّى بتحفة الخلفاء: كان عدّة القتلى بصفّين سبعين ألفا: من أهل الشام خمسة وأربعين ألفا، ومن أهل العراق خمسة وعشرين ألفا، منهم خمسة وعشرون بدريّا، فيهم عمّار بن ياسر، وكانت أذنه قطعت يوم اليمامة، قلت: وعمّار رضى الله عنه أوّل من بنى مسجدا يصلّى فيه، وفيه أنزلت:{إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ»}(١)، وكانت مدّة الحرب بصفّين مائة يوم وعشرة أيّام.
وفيها استعمل علىّ رضى الله عنه على الرى يزيد بن ححيمة التيمى، فكسر من الخراج ثلاثين ألفا، فطلبه بذلك، وخفقه عدّة خفقات بالدّرة وحبسه، ووكل به سعدا مولاه، فهرب منه يزيد ولحق بمعاوية، فأعاده إلى الرىّ واليا، وكان يزيد هذا شهد مع علىّ عليه السّلام حرب الجمل، وصفّين، والنهروان، ثم ولاّه الرىّ، فكان من أمره ما كان.
ذكر سنة ثمان وثلاثين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة ستّة عشر ذراعا وتسعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الإمام علىّ بن أبى طالب كرّم الله وجهه أمير المؤمنين بالكوفة، وباقى الأمراء ولاة الأعمال بحالهم، إلاّ محمّد بن أبى بكر، فإنّه قتل فى هذه السّنة،