للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت لها كلانا نضو أرض ... أخو سفر فخلّي لي مكاني

فشدّت شدّة نحوي وأهوى ... لها كفّي بمصقول يماني

فأضربها بلا دهش فخرّت ... صريعا لليدين وللجران

فقالت عد فقلت لها رويدا ... مكانك إنّني ثبت الجنان

فلم أنفكّ متّكئا لديها ... لأنظر مصبحا ماذا أتاني

إذا عينان في رأس قبيح ... كرأس الضّبع مشقوق اللّسان

وساقا مخدج وسراة كلب ... وثوب من عباة أو سدان

وتقول العرب: إنّ الغول ما رآه أحد إلاّ انخلع قلبه فرقا منه، وأنّه من ثنّى عليه الضّرب عادت كما كانت حيّية، ولهم في ذكره أقوال كثيرة، والله أعلم.

ذكر الفحول من شعراء الجاهليّة ولمعا من شعرهم

قلت: إنّما قدّمت هؤلاء الجماعة لكونهم جمعوا بين طرفي الشّجاعة والبراعة، فوجب تقديمهم على غيرهم من الشعراء المفلقين الفحول الجاهليّة الأوّلين. ومن ها هنا نبدأ بذكر من وصلت القدرة إلى إثباته وتحصيله، ونورد نبذا من أخباره وأشعاره وفصوله، ولا طمع في إحصاء جملتهم أبدا، إذ لا يعلمهم إلاّ من أحصاهم عددا.