للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ جرت بعد ذلك بين بني عبس والملك النّعمان حروب يطول شرحها، فأضربت عنها لنخرج عن الغرض المطلوب، وإنّما نذكر من كلّ شيء لمعة كافية، أو بدعة شافية، ليكون هذا التاريخ مشحونا بكلّ نبذة لطيفة، وزبدة خفيفة، وبالله أستعين، فإنّه خير معين.

هذا ذكر حرب داحس والغبراء المشهورة من أيّام حروب العرب

ولمّا خلا وجه قيس بن الملك زهير من قتال بني عامر، وقتل غرماءه، وأخذ ثأره بأوفى نصيب، بلغه أنّ في بني رياح مهر لرجل يسمّى جياش بن عوف، ما ربّت العرب مثله من أوّل الزّمان وإلى ذلك اليوم، فتعلّق <به>.

(٢٦١) وكان هذا المهر أعجوبة لمن تعجّب، ما ربّت مثله العرب، أعلا الخيل نسب وحسب، لأنّ أباه كانت العرب تسمّيه: العقاب، وأمّه حجرة، يقال لها: جلوة. وكانت تفوت الأبصار لسرعتها، وتملك القلوب عند خطرتها. وبهذه الحجرة والحصان كانت تفتخر بنو رياح على سائر العربان. وكان الحصان لرجل يقال له: ماجد، والحجرة لرجل يقال له:

كريم بن وهّاب. وإنّ الحصان أغبر مع ابنة ماجد إلى الغدير يشرب،