منهم إلا أن يبايعوا علانية لا سرا، حتى يسمع الناس هوابهم. فقال معوية: سبحان الله، ما أسرع الناس إلى الشر، اتقو الله، يا أهل الشام، ولا تسرعوا إلى (٣٣) الفتنة. فلما سمعوا الأربعة خديعة معوية وقوله عليهم: إنهم بايعوا ولم يمتنعوا، علموا أنهم قد خدعوا وأنهم متى نكروا ذلك وكذبوا قتلوا لا محالة، فلم ينطقوا بحرف، وتفرق الناس وهم يظنون أن الأربعة قد بايعوا. ولما انصرفوا إلى منازلهم جاءهم الناس وقالوا: أرضيتم بيزيد خليفة وبايعتموه. فقالوا: لا والله، ما بايعناه قط، ولكنه خدعنا وخشينا الفتنة.
ثم عاد معوية إلى الشام على ذلك، والناس بين مكذب ومصدق.
ولما عاد إلى المدينة فى هذه السنة، أمر بحمل منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المدينة إلى الشام. فلما حمل كسفت الشمس، ورأت الناس النجوم، وهبت ريح سوداء عاصفة. فجزع من ذلك وعظم عليه، فأعاد المنبر إلى موضعه، وزاد فيه ست مراقى.
ذكر سنة إحدى وخمسين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ثلثة أذرع وخمسة أصابع. مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وستة وعشرون إصبعا.
(١٧) ستة وعشرون: فى درر التيجان ٧٠ آ (حوادث ٥١)؛ النجوم الزاهرة ١/ ١٤٢:«ثلاثة وعشرون»