قال سليمان بن عبد الحق الأذربيجانى: فلما كان فى سنين عشر العشرين وستمائة خرج كمش خان بن ألطن خان على عادته إلى الصيد، ووصل إلى منازل التتار، وتلقوه كعادتهم. وركب كمش خان وعلى يده طغريل، وقدّامه فى الخدمة بيشخان ابن جكز خان، وعلى يده أيضا طغريل. فأطلقا جميعا فاشتبك الطائران فى طير واحد المسمى قو، فسبق إليهما بيشخان بن جكز خان، واقتلع طير كمش خان، وضرب به الأرض قتله، وذبح لطيره، وأشبعه على صيده. فلما نظر كمش خان إلى ما حلّ بطيره رجع إلى منزلته غضبانا، وأمر أن تشال خراكيه، وتوجه إلى بلاده، وهو قد كاد ينشق غضبا. فلم يلتفت إليه بيشخان، ولا عبأ به ولا ركب إليه، ولا استرضاه. وعاد إلى عند أبيه جكز خان، وأخبره بما جرى، فقال له:«لبئس ما فعلت. أما علمت أن هؤلاء أصحاب الدنيا وملوك الأرض؟ ويجب علينا مداراتهم كونهم الحكام علينا؛ ونحن تحت طاعتهم وعزب من عظمهم، وليكونن لنا ولهم شأن عظيم، وأرجو أن نكون المنصورين عليهم. فإنى رأيت فى منامى بارحتى ما يدلنى على ذلك، وهو كأنى على رأس قراطاغ، وقد مسكت الشمس بقرنيها، من شرقها إلى غربها، وقد سلمتها لكم، فانفلت من يدى ناحية المغرب».
ثم إنه ركب من فوره ودار على إخوته وبنى عمه وعشائرهم، وسائر جنسيته، وجمعهم إليه، الكبار فيهم وزعمائهم، فكانوا عدة ثلثمائة وستون نفر. ففرح بعدتهم، وقال:«هذه العدة عدة سنة الدهر». ثم إنه عرفهم صورة الحال، وما جرى