بين كمش خان وبيشخان ولده. ثم إنه جمع ثلثمائة وستين سهما وجعلها جرزة واحدة، وكان كل سهم من نفر منهم، وقال:«أيكم يكسر هذه؟». فقالوا:«لا نطيق كسرها جملة»، فقال:«نحن كذلك متى كنا مجتمعين لا يطيق أحد على كسرنا». ثم رمى لكل أحد سهمه وأمره بكسره، فكسره كأسرع ما يكون. فقال:«ونحن كذلك أيضا إذا ما تفرقت كلمتنا كسرنا كهذه السهام». فكان جكز خان أول من ضرب هذا المثل. ثم قال:«لكن لا بد لنا من رأس نرجع إليه، وإلى حكمه وتدبيره».
فانتقوا من الثلثمائة وستين، سبعين نفرا، ثم انتقوا من السبعين ثلاثة عشر نفرا، ثم من الثلاثة عشر ثلاثة، فيهم جكزخان. ثم اجتمع رأيهم أن يصنعوا قربانا ويقربونه لتنكا خاتون، فمن خرج قربانه موكولا كان الرأس وصاحب الأمر، ومرجوعهم إليه. وكانوا يتخذون لعبة من لبد أبيض ويجعلونها فى خركاة ولها خادم يسمونه بخشى. وهو من نسل أولئك القوم الذين كانوا قد قدموا من أول زمان على ذلك الشخص الوحشى ألب قرا أرسلان بلجكى، المقدم ذكره. وهذه اللعبة كانت معبود أولئك القوم الذين هؤلاء التتار من عظمهم، القادمين التائهين حسبما سقناه.
ويسمون هذه اللعبة تنكا خاتون، ولهم فيها أحاديث عجيبة تخامر العقول، فأضربت عن جميع ذلك فإنه كفر عظيم، نعوذ بالله منه، ومن تصديقه.
قال سليمان: فصنعوا ثلاث قصع من ثريد، وصبروا إلى الليل، وقدموهم إلى اللعبة. ووقف البخشى يزمزم بلغتهم، والثلاث نفر على ركبهم جوك. فلما تهور