لأنّه رأى أنّ ذلك المولود يكون في تلك المدّة، وأنّ امرأة عمرون أتته في بعض الليالي بشيء قد أصلحته له، فواقعها، فحملت بموسى، عليه السلام.
وكان أنّه رأى أنّ المولود قد ولد-أو سيلد. فشرع يذبح المولودين من الذكور لبني إسرائيل، ولم يتعرّض لعمرين حارس قصره، إلى أن ولدت <زوجته> موسى، عليه السلام. والقبط تسميّة وهسيس؛ هكذا وجدت في الكتاب القبطيّ. وإلى ها هنا انتهى ما نقلته منه. وأخّرت منه كلاما في ذكر إبراهيم ويوسف وموسى، صلوات الله عليهم أجمعين، آتي به معما يليق معه من الكلام في قصصهم مع الفراعنة عند ذكرهم، إن شاء الله تعالى.
ولنبتدئ بذكر بقيّة الأنبياء، صلوات الله عليهم،
بعد نوح عليه السلام
قلت: قد أتيت بعون الله تعالى وحسن توفيقه بجميع ما اشترطته في ذكر ما قدّمته في هذا التاريخ من غريب الكلام وحسنه، ما لعلّه ما جمع في تاريخ غيره. ومع ذلك فإنّي معترف بالتقصير، واللسان القصير. وليس الاعتماد إلاّ على إسبال ذيل الفتوّة من كلّ واقف عليه، وأسأله سؤال متضرّع إليه، أن يدعو لي بالمسامحة فيما اقترفت، فإنّني عبد بالخطاء قد اعترفت. ولا يبخل عليّ بما قد سألته فيه، وبعض هذا السؤال لكلّ ذي بصيرة يكفيه.