للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعلم من أن يملّكوا عليهم من هذا سبيله، وإنّما أوردت جميع الاختلاف في أمره.

وكان أوّل ما تملّك اضطرب الناس عليه، فساسهم أحسن سياسة، ودبّر أحوالهم أتمّ تدبير، فرجعوا لطاعته. واستخلف هامان وزيره. وقيل:

إنّه كان ابن خالته؛ هكذا رأيت في الكتاب القبطيّ، ولم أر أحدا ذكر ذلك.

وأثار بعض الكنوز، وعمل في مصر أعمال كثيرة، وعمل العمائر الهائلة، وحفر <خليج> السردوس. وقيل: إنّ تعاريجه إنّما كانت أهل البلاد يبذلوا له الأموال حتّى يجرّه على نواحيهم، (١٤٠) فاجتمع له من ذلك مال كثير. فلمّا بلغه من وزيره ذلك، أمره أن يردّ كلّ مال إلى أهله، ففعل ذلك. وبلغ الخراج في زمانه تسعة وتسعون ألف ألف دينار. وكان ينزل الناس على مراتبهم. وهو أوّل من عرّف العرفاء على الناس.

وكان ممّن يصحبه من الإسرائيليّين رجل يقال له: عمرون، وهو عمران أبو موسى، عليه السلام. فجعله حارسا على قصره ومتولّي حفظه وحامل مفاتيحه، وإليه فتحه وغلقه. وكان أنّه رأى في كهانته أنّه يجري هلاكه على يدي مولود من الإسرائيليّين، فمنعهم المناكح ثلاث سنين،