السلام. وأهل الأثر يسمّونه: الوليد بن مصعب. وإنّما وجدت اسمه في هذا الكتاب: ظلما.
وكان قد رأى في كهانته أنّه سيكون جدبا في زمانه وغرقا لقومه.
فأمر ببناء المعاقل واستعمل ما استعمله نهرواش الملك في زمانه. وبنا بناحية رفوده والصعيد ملاعب ومصانع. وشكى القبط إليه رجال الإسرائيليّين، فقال: هم لكم عبيد. فكان إذا أراد القبطيّ حاجة سخّر الإسرائيليّ، فلا يقدر <أن> يمتنع عليه، وإن ضرب الإسرائيليّ القبطيّ قتل. وكان أوّل من أذلّ الإسرائيليّين ظلما هذا.
وكان، فيما حكي عنه، قصيرا جدّا، طويل اللحية، أشهل العينين أزرقهما، صغير العين اليسرى، في جبهته شامة سوداء، وأنّه كان أعرج.
وزعم قوم أنّه من الكنعانيّين. وقال قوم: بل <هو> من القبط. والذي وجدته في هذا الكتاب القبطيّ أنّه من القبط، من أهل بيت المملكة.
والدليل على أنّه منهم ميله إليهم واستعباد الإسرائيليّين لهم ونكاحه فيهم.
وذكر قوم أنّه دخل منف على حمار أتان عليها نطرون. وكانوا بعد موت اقسامين اختلفوا فيمن يلي الملك عليهم. وكون اقسامين لم يعقّب، فرضوا بأيّ من طلع عليهم. فطلع عليهم هذا ظلما على أتان، قد جلب عليها أطرونا، فلمّا راه ملّكوه عليهم. وهذا كلام ضعيف، لأنّ القوم أدهى