فكانت مدته هذه فى المملكة شهرا واحدا. ولد فى برنسه فى سنة ست وستين وثلثماية، فكان عمره خمسا وثلثين سنة، ومدة مملكته الأولة والثانية عشرة أشهر إلا يومين.
دولة المؤيّد الثانية
وبايع الناس هشاما يوم الأحد، وهو يوم منى سنة أربعماية، وأمر بإحضار رأس المهدى فأحضرت، فأمر بها أن توجه إلى البربر، وهم حينيذ بوادى شوش فى خدمة المستعين، طمعا منه فى أن البربر يفعلون بالمستعين كما فعل بالمهدى ويعودون إلى طاعته فيستقيم الأمر له، فوجهت مع جماعة من رؤساء أهل قرطبة، فلما أن وصلوا إليهم، فطن البربر لقصدهم فكادوا يقتلونهم لولا المستعين منعهم من ذلك فعادوا إلى قرطبة.
وكان عبد الملك بن المهدى بطليطلة واليا لأبيه، فمال إليه أهلها، وبعث إليه المستعين برأس أبيه وألف دينار وولاه عهده، وتولى واضح العامرى حجابة المؤيد واستدعى المؤيد محمد بن المظفر عبد الملك بن المنصور وهو ابن ثمان سنين فركبه بين يديه، وأمر واضح بحفر الخندق
(٥ - ١١) وبايع. . . قرطبة: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٢٦ - ٤٢٨ باختلاف بسيط فى اللفظ
(٥) يوم منى: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٢٦: «فى يوم الأحد الحادى عشر من ذى الحجة»