فتوحها إن شاء الله تعالى، وهو ما لم نذكره فى ذلك الجزء الأوّل والثانى، بحيث لا يخلو جزء من هذا التّاريخ من نكت غريبة، وملح عجيبة، وأنا أسأل الله تعالى حسن التوفيق إلى سلوك هذا الطريق، إنّه بالإجابة جدير، وهو على كلّ شئ قدير.
ذكر ابتداء سياقة ذكر النيل المبارك
فى أوّل كلّ عام من أوّل الهجرة
قال العلماء رضى الله عنهم: كلّ موضع ذكر الله تعالى فيه أمر الماء فابن عليه أمر البعث، قال تعالى: {فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى (١)}»، وقال تعالى: {فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اِهْتَزَّتْ وَرَبَتْ، إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى (٢)}»، وقال تعالى:{فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} كذلك النّشور» (٣)، وقوله تعالى:{ماءً مُبارَكاً»}، الآية إلى قوله:{كَذلِكَ الْخُرُوجُ»}(٤).
وأمّا قياس النّيل المبارك فقد ذكر ابن لهيعة القاضى رحمه الله تعالى أنّ هذا المقياس عاشر مقياس بنى بأرض مصر، وسيأتى ذكر ذلك عند ذكر فتوح مصر إن شاء الله تعالى.