الخليفة الرشيد بالله بن المهدي بالله بن المنصور بالله. وفيها عزل إسحاق بن سليمان عن مصر وولّى عبيد الله بن المهدي. ثم عزله وردّ عبد الله بن المسيّب إلى مصر على عادته. والقاضي محمد بن مسروق الكندي بحاله. (٩٩)
فيها أحضر أبو عبيدة-وهو معمر بن المثنّى-الأصمعيّ إلى الرشيد.
[ذكر الأصمعي ونسبه وأشياء من طرفه]
هو عبد الملك بن قريب. وقريب لقب لأبيه. وإنما اسمه عاصم بن علي بن أصمع بن مظهّر بن رتاج؛ بنسب متصل إلى معدّ بن عدنان، وعرف بالأصمعي انتسابا إلى جدّه أصمع بن مظهّر. ويعرف بالباهلي. وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه باهلة لأنّ باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل:
باهلة بن أعصر.
وكان الأصمعي صاحب لغة ونحو ونوادر وملح وأخبار وغرائب. سمع شعبة بن الحجّاج والحمّادين ومسعر بن كدام وغيرهم. وروى عنه عبد الرحمن ابن أخيه عبد الله وأبو القاسم بن سلاّم وأبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي وغيرهم. وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.