قال وتشعّب من هذه الشبهة شبهات، منها أنّه قال: قد علمت أنّه إلا هي وإله الخلق، وقد علم ما يصدر منّي من قبل خلقي؛ فلم خلقني؟ وما الحكمة في خلقي؟ وكونه كلّفني ما لا منفعة له فيه، فإنّه لا تنفعه طاعتي ولا تضرّه معصيتي؛ ثمّ إنّه سلّطني على آدم، فأخرجته من الجنّة بقضائه وإرادته، فطردني ولعنني، وسألته الإنظار فأنظرني، ثمّ كان عاقبة أمري ما أنا فيه. ولو سجدت لآدم كان ماذا؟ وإنّما له إرادة يظهرها. قال: فقال الله تعالى للملائكة، «قولوا له: لو كنت صادقا أنّي إلاهك لما اعترضت ولا خالفتني، ربّي؟؟؟ إله العالم، لا أسأل عمّا أفعل، وهم يسألون».
فصل ذكر خلق حوّاء، عليها السلام
قال ابن سعد بإسناده عن عكرمة مولى ابن عبّاس، قال: إنّما سمّيت حوّاء لأنّها أمّ كلّ شيء حيّ. وقال مقاتل: لحوّة وجهها وهو الحسن.
وروى عطاء عن ابن عبّاس، قال: لمّا أسكن الله آدم الجنّة أقام مدّة فاستوحش، فشكا إلى الله الوحدة، فنام، فرأى في منامه امرأة حسناء، ثمّ انتبه فوجدها جالسة عنده، فقال: من أنت؟ فقالت: حوّاء؛ خلقني الله لتسكن إليّ وأسكن إليك. قال: وخلقت من ضلع آدم، ويقال لها:
القصيرى. قال الجوهريّ، رحمه الله: القصيرى الضّلع التي تلي الشاكلة، وتسمّى الواهنة، في أسفل الأضلاع.