للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اللوز الأخضر]

واللوز فتحفة لطيفة، وخلقة شريفة، فيا طول اشتياقى واكتئابى، إلى اللوز العقابى، فنهاية أربى، عند لوز ابن عربى، فنوره كالنور، أو كأقماع البلّور، فما أحلاه من ضيف، مبشرا بقدوم الصيف، فلهذا تتهاداه الأحباب، ولو على ورق السذاب، وفى ذلك قيل (٢٨١) (من المنسرح): (١)

ما (٣) ... أحسن اللوز إذ بدا أخضرا

فهو لعمرى من أحسن التحف

وقد حبا قشره القلوب لنا ... كأنّه الدرّ داخل الصدف

وفى هديّته يقول (من الوافر):

تقبّله فديتك فهو طعم ... يميل إلى هديّته الظريف

كأنّ زبرجدا يحوى نضارا ... حوى درّا له صدف لطيف

[الجوز الأخضر]

والجوز فى المنظر، كأنّه بنادق من زمرّد أخضر، وداخله مقصوم، كالدرّ المنظوم، أو كالمستكا (٤) المعلّقة فى اللون والبياض، وقد مضغتها خود ذات أعين مراض، أو كداخل الطلح، وقد اعترى كوزه الفلح، أو كحضيّة (٥) مقرور، فى كانون من الشهور، فممّا قيل فيه، من التشبيه (من الكامل): (٢)

والجوز مقصوم (٦) ... يروق كأنّه

لونا وشكلا مصطكا ممضوغ


(١) نهاية الأرب ١١/ ٨٨،٨
(٢) نهاية الأرب ١١/ ٩٠،٨
(٣) ما-التحف: أما ترى اللوز حين ترجله عن الأفاتين كف مقتطف نهاية الأرب
(٤) المستكا: المصتكا
(٥) حضية: حظية
(٦) مقصوم: مقشور نهاية الأرب