الأمير عنكم مشغول بنفسه، وإذا به قد خرج فى كفه نثرة فحكها فسرت.
ثم صارت آكلة سوداء، فجمع لها الأطباء فأشاروا بقطعها، فاستشار شريحا فى قطعها فقال له: لك رزق مقسوم وأجل معلوم، وإن أكره إن كان لك مدة أن تعيش أحذم، وإن حم أجلك أن تلقى ربك مقطوع اليد.
فإذا سألك: لم قطعتها قلت: بغضا للقايك وفرارا من قضايك. فرجع عن قطعها. فلما مات، لام الناس شريحا كونه أشار عليه بذلك. فقال: والله لولا أمانة المشورة لوددت أن الله قطع يده يوما ورجله يوما وساير جسده يوما فيوما، وإنما المستشار مؤتمن.
وهلك زيادا من تلك الآكلة، وهو ابن خمس وخمسين سنة، ودفن بالكوفة، وولى معوية لعبيد الله بن زياد مكان أبيه زياد، وسار سيرة أبيه فى الظلم والعسف وبغض أهل البيت.
ذكر سنة أربع وخمسين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وثلثة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا واثمان أصابع.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة معوية رضى الله عنه، ومسلمة والقاضى سليم بمصر على حالهما، ومروان بن الحكم بالمدينة على ساكنها السلام، وكذلك ابن أبى