أيشربها صهباء كالمسك ريحها ... أبو خالد ويضرب الحدّ مسور
وكتب يزيد كتابا إلى أهل المدينة يحذرهم الفتنة، قال فيه: أما بعد فإنى قد أنظرتكم حتى لا نظرة، ورفقت بكم حتى عجزت عنكم، وحملتكم على رأسى ثم على عينى ثم على نحرى، وأيم الله لين وضعتكم تحت قدمى لأطأنّكم وطأة وأجعلكم بها أحاديث تؤثر كأحاديث عاد وثمود. ثم تمثل بهذين البيتين <من الوافر>:
أظنّ الحلم دلّ علىّ قومى ... وقد يستضعف الرجل الحليم
ومارست الرجال ومارسونى ... فمعوجّ علىّ ومستقيم
فوثب أهل المدينة على بنى أمية فأخرجوهم وكانوا زهاء ألف فحوصروا بدار مروان، ومعهم مروان وابنه عبد الملك. وكتب مروان إلى يزيد يخبره بما جرا عليهم. فقرأه يزيد على عمرو الأشدق وندبه أن يسير إلى المدينة. فقال: يا أمير المؤمنين، قد كنت ضبطت لك البلد وأحكمت لك الأمور، وأردت أن ألطف بهذا الرجل فآخذه برفق أو (٧٣) أقتله بحيلة. فأمّا إذ هاجت هذه الفتن فما أحب أن أهريق دماء قريش.
ذكر وقعة الحرّة ملخصا
قال صاحب كتاب التذكرة: فدعا مسلم بن عقبة، وكان معوية رحمه
(١) أيشربها. . . مسور: ورد البيت فى أنساب الأشراف ٤ ب/٣١
(١٦) صاحب. . . التذكرة: انظر هنا ص ١٠٣، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١٣
(١٦ - ٩،١١٢) وكان. . . بكر: قارن الكامل ٤/ ١١٢؛ مروج الذهب ٣/رقم ١٩٢٤