ولده بلغت موضعا، وانقطع خبره عنهم. وكانوا بنو قفط قد خرجوا وأقاموا بمكان البربر وتناسلوا هنالك.
وقيل: إنّ حام عاش أربع مائة سنة وإحدى وأربعين سنة. وقال آخرون: إنّ حام عاش سبع مائة سنة وإحدى وسبعين سنة. ولمّا مات دفنوه في شجرة منقورة في لجف جبل أصيلا، والله عزّ وجلّ أعلم.
[ذكر كنعان بن حام وأولاده وشعوبه والفراعنة منهم]
قيل: إنّ كنعان بن حام أوّل من غيّر ذكر نوح، عليه السلام، وهو في رواية كثير من العلماء، أنّه الأكبر من ولد حام، وأنّه عمل بعمل ولد قابيل. وهو أوّل من اغترّه إبليس بعد الطوفان، وألقى العداوة بين (٥٨) ولد جدّه، ومنه كان الجبابرة الكنعانيّون، الذين كانوا بالشام. ويقال: إنّ فراعنة مصر منهم، وجالوت الذي قتله داود، عليه السلام، أيضا منهم.
وهؤلاء غير العمالقة الذين من ولد سام، وسنذكر أخبارهم عند ذكر ولد سام، إن شاء الله تعالى. من هؤلاء الكنعانيّين الذين قاتلهم موسى، عليه السلام، ويوشع بن نون من بعده، وهم الذين عيّنهم الله، عزّ وجلّ، في قوله {قَوْماً جَبّارِينَ}، وكانوا عظام الخلق فيما يقال. ومنهم فلسطين وصيدا وبيروت، وبهم سمّيت تلك الأرض. ومن ولده نبيط، وبه سمّي نبيط السودان، وقيل: إنّهم سمّوا بذاك كونهم استنبطوا الأرض وعصروها، وكانوا أصحاب عمارة وتدبير.