وذكرت عثمان رضى الله عنه، وتأليبى النّاس عليه، وإنّ عثمان صنع ما رأيت فركب الناس منه ما علمت، وأنا عن ذلك بمعزل، إلاّ أن تتجنّى فتجنّ ما بدا لك.
وذكرت قتلة عثمان بزعمك، وسألتنى دفعهم إليك، وما أعرف له قاتلا بعينه إلاّ ضربت أنفه وعينه، ولا يسعنى دفع من قبلى ممّن اتّهمته وأظننته إليك، ولئن لم تنزع عن غيّك وشقائك، لتعرفنّ الذين تزعم أنّهم قتلوه طالبين، لا يكلفونك طلبهم فى سهل ولا جبل، والسلام.
ونفذ الكتاب مع أبى مسلم وأبى هريرة، فكان ذلك بدء صفّين.
ذكر حرب صفّين بين علىّ ومعاوية رضى الله عنهما
قال المسعودى (١) رحمه الله: إنّ معاوية رضى الله عنه طلب عمرو بن العاص، واستشاره فيما كتبه علىّ عليه السّلام، فأشار عليه أن يرسل إلى وجوه الشام، ويلزم عليّا بدم عثمان، ففعل ذلك معاوية. وقد كان الشيطان بن بشير (٢) لمّا قدم على معاوية بقميص عثمان الذى قتل فيه رضى الله عنه وهو بدمائه غريقا، وأصابع زوجته نائلة بنت الفرافصة، فوضع معاوية القميص على المنبر، وكتب إلى سائر وجوه أهل الشام فجمعهم عليه، وثاب الناس إليه، ومكث القميص على المنبر والأصابع معلقة فيه حولا كاملا، وآلى رجال من أهل الشام على أنفسهم ألاّ يأتوا النساء، ولا يمسّهم الماء [للغسل](٣)(٢٨٣) إلاّ من أحلام، ولا يناموا على