للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم سبعة أذرع وتسعة عشر أصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا فقط.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، بحاله. والسلطان صلاح الدين سلطان الإسلام بالديار المصرية وما معها.

وفيها توجه إلى الموصل ووصل إليه معين الدين سنجر شاه صاحب الجزيرة، ودخل تحت الطاعة. ثم توجه إلى دياربكر، وتمكن من ذلك الجانب، ثم عاد إلى الموصل. وحصل الصلح بينه وبين المواصلة، وخطبوا له بالموصل. وفيها مرض السلطان مرضة خطرة، وعوفى ولله الحمد. وفيها وصل إليه رسل الخلافة بالخلع العظيمة، وتوقيع بإضافة ماردين مع حصن كيفا إليه. وأزيد فى التوقيع ألقابا تليق بمثل سلطانه.

وفيها توفى الملك القاهر ناصر الدين محمد بن شير كوه صاحب حمص، ليلة عيد الأضحى من سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وقام بمملكة حمص الملك المجاهد أسد الدين شير كوه ولد ناصر الدين محمد المتوفى، وذلك بإنعام السلطان صلاح الدين عليه بذلك.

وعمره يومئذ اثنى عشر سنة. فلم يزل مالكا حمص وأعمالها إلى أن مات فى سنة سبع وثلاثين وستمائة. وكانت مدة ملكه نحوا من ست وخمسين سنة. وملك بعده ولده الملك المنصور إبراهيم، وتوفى فى دمشق سنة أربع وأربعين وستمائة. وملك بعده الملك الأشرف موسى بن إبراهيم، فأخذها منه الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازى-صاحب حلب-فى سنة ست وأربعين