وأما الرىّ مع بلاد فارس فإنه دخل إليها رجل يعرف بخلف الحلاّج، كان صاحب محلجة قطن، كان قد نفذ إلى الرىّ من قبل عبد الله بن ميمون القداح المقدم ذكره. فدعا بها خلقا، وهم يعرفون هناك بالخلفيّة. ولما هلك استخلف ابنا يكنى بأبى سعيد. فأفسد عقول أهل تلك النواحى مما يطول شرحه. وإنما ذكرنا أصول هؤلاء الملاعين وأصول دعاتهم فى كلّ وجه حسبما ذكره الشريف «أخى محسن» رضى الله عنه.
وأما جبل السّماق فإن الدعوة الخبيثة انتشرت فيه من رجل يعرف بالحداد الداعى. وهؤلآء أصول هذه الدعوة الملعونة. وإذ قد بينّا ما كان من أمر الدّعاة، وما جرى على هذه الأمة منهم، فلنذكر الآن أصل الدعوة وشرحها، وكيف يجرى أمرها، وكيف رتّب باطنها وظاهرها.