الخليفة عبد الملك بن مروان، وأخوه عبد العزيز بمصر، والقاضى بشير بن نصر بحاله، والحجاج فى هذه السنة بالحجاز.
وعبد الملك أول من سمّى بعبد الملك وأول من لقب بالموفّق.
وكان مغرا بحب الشعر والشعراء. وروى أن بعض نسايه قالت له ذات يوم: يا أمير المؤمنين، لم لا تستاك؟ فقال: لأتخذن سواك. وفارقها.
وكان عروة بن الزبير قد شخص إلى عبد الملك، فلما قدم الشام استأذن عبد الملك فأذن له، فلما دخل سلّم عليه بالخلافة فسر عبد الملك فعانقه وأكرمه وأجلسه على سريره فأنشد <من الطويل>:
نمتّ بأرحام إليك قريبة ... ولا قرب للأرحام ما لم تقرّب
ثم جرى ذكر ابن الزبير فترحم عليه وقال: رحم الله عبد الله. فخرّ عروة ساجدا. ثم كتب الحجاج لعبد الملك يخبره أن عروة أخذ أموالا جمة لعبد الله أخيه فسيّره إلىّ. فوصل الكتاب، وعروة بمجلس عبد الملك. فقال للرسول: خذه. فقام عروة وهو يقول: ليس الذليل والله من قتلتموه، الذليل من ملكتموه. فاستحى عبد الملك وأمر بتخليته، وقيل إن عروة (١٣١) قال: ليس بملوم من صبر حتى مات كريما ولكن من عاف
(٣) بشير بن نصر (الأصح: النضر): قارن هنا ص ١٤٧، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١١
(٤) عبد الملك. . . الموفّق: ورد النص فى لطائف المعارف ١٨، انظر أيضا لطائف ١٨ حاشية ٢، والمراجع المذكورة هناك
(٥ - ٦) قالت. . . سواك: ورد النص فى لطائف المعارف ٣٦
(٦) لأتخذن سواك: فى لطائف المعارف ٣٦: «فيك أستاك»
(٧ - ١،١٩٥) وكان. . . الكلام: ورد النص فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٧٠ - ٣٧١ مع اختلاف بسيط
(١٦ - ١،١٩٥) من. . . الكلام: فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٧١: «من خاف من الموت وسمع مثل هذا الكلام»