الله تعالى. وكذلك يأتي طرف جيّد من ذكر سيف الدولة بن حمدان في تاريخه. وإنّما قدّمنا هذا القول توطئة لما يأتي بعده بمعونة الله تعالى.
ذكر المتنبّي ونسبه ولمعة من خبره
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكوفيّ الشاعر المعروف بالمتنبّي المشهور. وكان من المكثّرين من نقل اللغة، ومن المطّلعين على غريبها وحوشيّها، ولا يسأل عن شيئ إلاّ واستشهد فيه بكلام العرب من النظم والنثر حتى أنّ أبا عليّ الفارسيّ صاحب (٢٩٦) كتاب التكملة و <كتاب> الإيضاح قال له يوما: <كم> لنا من الجموع على وزن فعلى؟ فقال المتنبي في الحال: حجلى وظربى! قال الشيخ أبو عليّ؛ فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا فلم أجد؛ وحسبك من يقول في حقّه أبو عليّ هذه المقالة! وحجلى جمع حجل وهو الطائر الذي يسمّى القبج. والظربى جمع ظربان على وزن قطران وهي دويّبة منتنة الرائحة.
وأمّا شعره فكما قال القاضي ابن خلّكان رحمه الله؛ فهو النهاية ولا حاجة.