ربّ اختم بخير الحمد لله الذى لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تراه القلوب بحقائق الإيمان، كوّن الأكوان بإتقان صنعته، ولوّن الألوان بإحسان صبغته، وخلق الإنسان علّمه البيان لمعانيه وصيغته، ليس له مثيل، ولا يحدّه مكان، ولا يقال أين كان ولا كيف كان. اخترع فأبدع جميع الموجودات بحكمته، وأرمى فأصمى (٢) قلوب عباده بمحبّته، وجعل سائر الأعمال والعمال مفتقرين إلى رحمته، فتعالى عن الكيف والأين والزمان، سبحانه كلّ يوم هو فى شأن. أحمده على ما أولانا من خصائص نعمته، وأشهد أن لا إله إلا الله إقرارا بربوبيّته وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله خيرته من بريته، الذى أنارت الأرض وحندسها (٣) بمولده، وسقطت الأصنام لوجهها من هيبته، أفصح من أفصح بلسان فأبان، وأعلم من علّم علم البدايع والبيان، انشقّ لمولده الإيوان، حتى تحيّر كسرى أنوشروان، وغارت بحيرة سارة وخمدت النيران، ومن قبلها ما رآه فى أحلامه الموبدان،