للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر عديّ بن زيد

قيل: إنّ عديّ بن زيد كان كاتب النّعمان بن المنذر فخرج يوما وعديّ يصحبه، فمرّ بشجرة فقال: أيّها الملك، أتدري ما تقول هذه الشجرة؟ قال: ماذا تقول يا عديّ؟ فقال: إنّها تقول (من الرمل):

ربّ ركب <قد> أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزّلال

عطف الدّهر عليهم عطفة ... وكذى الدّهر حالا بعد حال

قال: ثمّ مرّوا بمقبرة، فقال عديّ إنّ هذه المقبرة تقول أيّها <الملك>:

ألا أيّها الرّكب المجدّون على ... الأرض المجنّون

كما كنتم كنّا ... وكما نحن تكونون

قال: ففطن النّعمان لقوله، فقال له: إنّ الشجرة والمقبرة لا يتكلّمان، وإنّما أنت وعظتني. قال: نعم أيّها الملك. قال: فكيف النجاة؟