قال: ونزل القائد جوهر فى مناخه موضع القاهرة الآن، يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة. واختطّ فى تلك اليلة القصر. فلما أصبح المصريون حضروا للهناء، فوجدوه وقد حفر الأساس بالليل. وكانت فيه ازورارات غير معتدلة.
فلما شاهد جوهر ذلك لم يعجبه. ثم قال: دعوه. فإنه حفر فى ليلة مباركة وساعة سعيدة. وتركه على حاله. وكان قصر الشوك قبل بناية القاهرة يعرف بذلك، وكان منزلا لبنى عذرة، فجعل أحد أبواب قصر جوهر.
ثم خطت خطط القاهرة بعد ذلك.
وحدّ القاهرة من مصر السبع سقايات.
ولما بنى جوهر القصر أدخل فيه دير العظام. وهو الآن المعروف بالركن المخلّق قبالة حوض جامع الأقمر، وبقربه بئر العظام. والمصريّون يقولون بئر العظمة. فكره جوهر أن يكون فى القصر دير فنقل