للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم ذراع واحد وأربعة عشر أصبعا. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وثلاثة وعشرون أصبعا.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، مستمر الأمر، نافذ الحكم.

والسلطان الملك العادل سلطان الإسلام بالديار المصرية، والبلاد الشامية، وما بيده من بلاد الشرق. والملك الكامل ولى عهده.

والغلاء بمصر موجود، لم يتناقص إلى جمادى الآخرة لما ظهرت زيادة النيل المبارك.

وفى شعبان منها عادت الزلزلة، وهدمت ما كان تبقى من نابلس، وشقت قلعة حمص، وأخربت حصن الأكراد، وامتدت إلى قبرص.

وفى هذه السنة انتظم الملك بسائر الممالك الأيوبية للسلطان الملك العادل، وضربت له السكة وأقيمت له الخطبة.

وفيها-أعنى سنة ثمان وتسعين-توفى القاضى محيى الدين بن زكى الدين قاضى القضاة بدمشق وأعمالها. وكان إليه قضاء حلب وبلادها من الإمام الناصر. وكان-رحمه الله- فاضلا مترسلا، وله النظم والنثر البديعان. ولما توفى ولى السلطان الملك العادل قضاء دمشق لولده زكى الدين، وهو الذى لما أراد الملك المعظم عزله والإخراق به بعث إليه قباء وكمة، وتقدم إليه بلبس ذلك، فلبسه فلحقه غم وهم بسبب ذلك، فمات بعد أيام قلائل.

وفيها أخرج الملك العادل المنصور بن العزيز من الديار المصرية، لما خيف من الأمراء الصلاحية، وذلك فى الخامس والعشرين من ربيع الآخر، ومعه والدته وإخوته. وسيروا إلى الرّها، ثم انتقلوا إلى حلب فأقاموا عند الملك الظاهر، وأحسن إليهم.