الله. ومن بعده لأخيه أبي أحمد طلحة ولقّبه الموفّق بالله؛ وذلك في شهر شوّال من هذه السنة.
وفيها سار يعقوب الصفّار إلى الريّ في طلب عبد الله بن صالح. فلمّا نزل عليها خيّر صاحبها إمّا تسليم عبد الله والرجوع عنه أو الحرب فاختار تسليمه وسلّمه إليه فقتله يعقوب بيده وعاد إلى خراسان. ووردت رسله إلى الإمام المعتمد على الله وإلى أخيه الموفّق يعتذر عن دخول خراسان بغير إذنه، ويذكر أنه أشفق على بلاد الخليفة لكثرة المتغلّبين بها وضعف محمد بن طاهر عن حمايتها. فأمر المعتمد بلعنته بين يديّ الرسل وتبرأ منه، وأحضر الحاجّ الخراسانيّ وأخبروا ببراءة الخليفة منه. فلمّا انتهى إلى يعقوب ذلك لحقته العزّة بالإثم فسار في هذه السنة من خراسان إلى بلاد فارس-وكان قد تغلّب عليها ابن واصل؛ فلقيه يعقوب وهزمه وأخذ أمواله وأهله، وسار منها إلى الأهواز قاصدا دخول العراق حسبما يأتي من ذكر ذلك في سنة اثنين وستين ومائتين.
(٢٢٧) ذكر سنة اثنين وستين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين. وأخوه الموفّق في حرب صاحب الزنج إلى أول هذه السنة.