الخليفة محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد. وموسى بن أبي العبّاس على الحرب بمصر. وافترد ابن البختكان بالخراج. والقاضي هارون بحاله.
روي أنّ المعتصم قال يوما للقاضي أحمد بن أبي دؤاد: أيظنّ دعبل الخزاعيّ أنّ لي حلم المأمون؟! والله إن أمرت به ليكوننّ أحدوثة لأهل زمانه! فقال أحمد: وما الذي فعل يا أمير المؤمنين؟ قال: هجاني! فقال: أعوذ بالله يا أمير المؤمنين! ومن دعبل حتّى يتوهّم هذا في خاطره أو يهجس بحسّه؟! ومن القائل لأمير المؤمنين؟ قال: عمي إبراهيم! قال: وإبراهيم متّهم يا أمير المؤمنين! قال: بماذا؟ قال؛ لقوله فيه هذا (من الكامل):
إن كان إبراهيم مضطلعا لها ... فلتصلحن من بعده لمخارق
ولتصلحن من بعد ذاك لزرزر ... ولتصلحن من بعده للمازق
قال؛ فضحك المعتصم وقال: لعمري إذا كان إبراهيم خليفة كان مخارق وليّ عهده! والمازق وزرزر مغنّيين ذكرهما صاحب كتاب الأغاني. وأما البيتان اللذان ذكرهما إبراهيم وغمّ بهما على دعبل فهذان (من الطويل):