للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر تملّك أبى (١) سعيد الملك وجلوسه على التخت بملك التتار

كان لخدابنداه ثلاثة أولاد وهم: أبو يزيد، وبسطام، وأبو سعيد هذا وهو أصغر الثلاثة. وكان قد ملك أبو (٤) يزيد خراسان، فتوفّى بها. وتوفّى أيضا بسطام فى حياة أبيهما. ولم يبق له من الأولاد غير هذا أبى سعيد.

فلمّا توفّى أبوه خدابنداه بالسبب المقدّم ذكره فى التأريخ المذكور اجتمعت آراء الأمرا الكبار من التوامين وآراء الخواتين على تمليكه وهو يومئذ دون الحلم، وكفله جوبان وعاد مدبّر الدولة والغالب على الأمور، وكان له ولد يسمّى دمشق خجا، يقال إنّ أمّ أبى سعيد كانت ترى له.

فعاد له منزلة كبيرة فى الدولة، لا يفعل شى إلاّ عن رأيه، وكان أكبر أولاد جوبان. وكانوا عدّة منهم دمرداش الآتى ذكره ودخوله الديار المصريّة تحت الطاعة السلطانيّة الناصريّة، أعلى الله منارها. وكان نايبا بالروم، فلمّا جرى لأبيه وإخوته ما نذكره فى تأريخه قصد الأبواب الشريفة، أعلاها الله تعالى. وكان خدابنداه قبل موته قد فسدت عقيدته، وأظهر أمورا قباحا (١٤)، وكان الذى حسّن له ذلك شخص يسمّى (١٤_). . . ادّعى أنّه شريف وانتحل نسبا ليس بصحيح، ولعب بعقل خدابنداه وكثير من أرباب دولته وكبارها. ثمّ إنّ المذكور بعد وفاة خدابنداه قتل أشرّ قتلة مع جميع أهله وأقاربه ومن كان يقول بقوله. وقام بهذا الأمر جوبان بحسن إسلامه وعقيدته فى حديث طويل، هذا ملخّصه، والله أعلم


(١) أبى: ابو
(٤) أبى: ابو
(١٤) أمورا قباحا: امور قباح
(١٤_) بعد «يسمى» بياض يسع الاسم