الماء القديم ستة أذرع وثمانية أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثلاثة عشر أصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله.
والسلطان صلاح الدين سلطان الإسلام.
وفيها كان فتح القدس الشريف وغيره.
[ذكر فتح القدس الشريف]
وذلك أن السلطان صلاح الدين لما تفرغ وجهه من بلاد الشرق كله، وأطاعته سائر ملوكه، أفرغ همته العلية، وفكرته الصالحة، إلى تطهير البيت المقدس من أرجاس الكفر، وخبث الفرنج. وكان ذلك إلهاما من الله عز وجل، وتأييدا للإسلام. وكان يومئذ بالقدس الشريف البطرك الكبير، الذى جميع أهل الصليب يعظمونه ويعتقدونه. وكان بها الباب ابن بارزان صاحب الرملة. وكان فيه خلق عظيم، لا يحصيهم إلا الله تعالى. فلما بلغهم قصد السلطان إليهم حشدوا وتجمعوا من كل فج عميق. وسيّر البطرك يستصرخ بملوك الإفرنج، ويحرم عليهم، ويقول لهم:
«الموت عليكم بهذه الأرض المقدسة أخير لكم مما تسلمون بيت معبودكم». وبلغ السلطان ذلك فقال:«نعم نأخذه منهم بحول الله وقوته، ونخرب بيوتهم، ونكسر لاهوتهم، ونهدم القمامة التى يدعون أنها القيامة، محل صلاتهم وقبلة ضلالهم».