وجلس اقسامين على السرير وجعل عليه تاج أبيه، وأقام القاطريّون، وجعل لكلّ أحد مرتبة على ما كانوا عليه قديما. وقسم الكور على ما كانت عليها، وأمر بالعمارات وإظهار الصنائع. ووسّع على الناس في أرزاقهم، فعظم في أعين الناس وأحبّوه. وزاد في تنضيف الهياكل وقرابينها. فقدّروا الناس من الكهنة أنّ ذلك جميعه عن رأي أبيه له.
واحتجب أبوه عن الناس؛ وهو الذي تسميّه أهل الأثر: كاشم بن معدان، وهو الفرعون السادس من فراعنة مصر. (١٣٨) وهو كاشم بن معدان بن داروم بن الريّان بن الوليد بن دومغ. هذا عن أهل الأثر في تسمية هؤلاء الفراعنة.
وأمّا ما وجدته في هذا الكتاب القبطيّ فأسماؤهم: اقسابين بن مقاريوش بن أدريوش بن فهراوش بن ايمين-وهو الوليد بن دومغ؛ ليس كان يدعى بفرعون، وإنّما حدث هذا الاسم عن غلامه، حسبما تقدّم من الكلام.
قال القبط: وعمل هذا اقسامين الملك من العجائب ما يطول الشرح في تعدادها، وأقام أعلاما كثيرة حول منف. وجعلها أساطين يمشى من بعضها إلى بعض إلى رفوده التي بداخل الواحات. وصنع كرة من فضّة