المتوكّل على الله. وباقي نسبه قد علم. يلقّب المترف لنعمة جسمه، والصنم لحسنه وجماله. أمّه أم ولد يقال لها خاضع؛ وتلقّب جيجقة تركيّة، لم تدرك خلافته. بويع له في شهر ربيع الآخر عند وفاة أبيه، وقيل قبل وفاته بأربعة أيام.
وذلك أنّه لمّا اشتدّت علّته أمر بأخذ البيعة على الناس لابنه من بعده فأخذت عليهم ثم جدّدت له بعد وفاته، وكان مقيما بالرقّة فأقام بها القاسم بن عبيد الله. وله أربع وعشرون سنة وأشهر. كانت له أموال جمّة وعساكر متوافرة، ووطّد له أبوه الأمور، وسلك طريق أبيه، ودانت له الناس وأحبّته الرعايا.
وفي هذه السنة كانت الوقعة بين صعلوك ومحمد بن هارون السرخسي.
وذلك أنّ محمد بن هارون لما اتّفق مع العلويّ واجتمعا على محاربة صعلوك فلم يزل صعلوك يدقّق الحيلة حتّى فرّق بينهما! فمضى محمد بن هارون إلى بلاد الريّ فهزم (٢٦٠) أرقتمش التركيّ واليها وقتله واستقرّ بها. فسار صعلوك ولقيه على باب الريّ؛ وكان محمد بن هارون في ثمانية آلاف فانهزم وقتل صعلوك أكثر أصحابه وتسلّم الريّ. ودخل السرخسي إلى نحو بلاد الديلم.
وبعث الإمام المكتفي بالله إلى إسماعيل الساماني في سنة تسعين ومائتين عهده على الريّ إجابة لسؤاله.
ذكر سنة تسعين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ستة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ثلاثة عشرة ذراعا وإصبعان.