وهؤلاء الجوارى من تعليمها. فأنا إلى الآن أتعصب لمعبد وأفضّله على المغنين جميعا، وأفضّل صنعته على كل صنعة. فقال معبد: وإنك لأنت هو! فتعرفنى؟ قال: لا. قال: فصكّ معبد صلعته بيده وقال: أنا والله معبد والله معبد، (٢٥٧) وإليك قدمت من الحجاز ووافيت البصرة ساعة نزلت السفينة لأقصدك بالأهواز، وو الله لا قصّرت فى جواريك هولاى، ولأجعلنّ لك كل واحدة منهن خلفا من الماضية. فأكبّ الرجل والجوارى على يديه ورجليه يقبلونها ويقولون: كتمتنا نفسك طول هذا النهار حتى جفوناك فى المخاطبة وأسأنا عشرتك، وأنت سيدنا ومن نتمنّى على الله أن نلقاه. ثم غيّر الرجل زيه وحاله وخلع عليه وأعطاه فى وقته ثلثماية دينار وطيبا وهدايا بمثلها. وانحدر معه إلى الأهواز فأقام عنده سنة حتى رضى حذق جواريه وما أخذنه عنه. ثم ودّعه وعاد إلى الحجاز.
ذكر سنة ماية وعشرة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، وعبد الملك بن رفاعة الفهمىّ على حرب مصر، وعبيد الله بن الحبحاب على الخراج، والقاضى
(١٤) أربعة. . . خمسة عشر: فى درر التيجان ٨٣ ب:١٦ (حوادث ١١٠): «خمسة أذرع فقط»
(١٧ - ١٨) عبد الملك. . . الفهمىّ: فى كتاب الولاة ٧٥ - ٧٦:«ثم قدم. . . ليلة الجمعة لثنتى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة تسع ومائة و [مات]. . . ثم وليها الوليد بن رفاعة. . .
فاستقبل الوليد [بن رفاعة] بولايته سنة تسع. . .»، انظر أيضا كتاب الأنساب لزامبور ٢٦؛ حكام مصر لفيستنفلد ٤٤