للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى آخر شهر رمضان، وحلفنى على أشياء ما تقدر عليها ملوك الأرض، وهو أن آخذ له دمشق وحمص وحماة وحلب والجزيرة والموصل وديار بكر، ويكون له نصف ديار مصر، ونصف ما فى هذه الخزائن التى لملوك هذه الأقاليم. قال: فحلفت له من تحت القهر والسيف، والله مطلع على ضميرى. ولما بلغ العادل من مصر والصالح من دمشق مع بقية الملوك أنه أخرجنى، رماه الجميع عن قوس واحدة، وعزموا على قصده، فكان أول من برز إليه العادل من مصر إلى بلبيس جريدة بالعساكر المقوية، فاختلفوا عليه، وقبضوه يوم الجمعة ثامن ذى القعدة، وأرسلوا إلى الصالح يعرفونه.

وكانت مدة ملك العادل الديار المصرية سنتين وشهورا.

[ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب]

وذلك لما وصل إليه رسول الأمراء المصريين يستحثونه فى سرعة القدوم عليهم، ظن أن ذلك خديعة من العادل، فسأل الناصر أن يتوجه معه، فأنعم، وسارا جميعا طالبين مصر، مع عسكر الكرك، وجماعة من الأمراء. وكان وصول الملك السلطان الصالح أيوب إلى بلبيس يوم الأحد رابع عشرين ذى القعدة، فنزل فى خيمة العادل، والعادل معتقل فى خركاة.

قال أبو المظفر: قال لى الملك الصّالح أيوب: «ما قصدت مجئ الناصر صاحب الكرك معى إلا خشية أن تكون معمولة علىّ من جهة العادل. ثم إن الناصر