الخليفة المكتفي بالله أمير المؤمنين. وهارون بن خمارويه بمصر، وعمّاله بحالهم.
فيهما كان الغلاء العظيم بمصر وأحصي من هلك فيهما وأخرج من ديوان المواريث فكان مائتي ألف إنسان خارجا عمّن هلك طريحا من رعاع الناس؛ فنعوذ بالله من أمثالها، ونسأله المعونة على ما بقي من أعمارنا.
وفيها انقضّ نجم شهاب فأحرق بعمان دورا وأسواقا وأناسا عدتهم ثمانون نفرا ما بين شيخ وغلام وطفل وامرأة.
وفيها قام بأمر الصفّارية طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث الثالث من الصفارية. وذلك لمّا أسر عمرو جدّه وولي إسماعيل الساماني تغلّب طاهر على سجستان وبعث بجيش إلى فارس فملكها لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر سنة ثمان وثمانين ومائتين، وولّى عليها السبكري غلام جدّه عمرو، وقوي أمره.
فلمّا كان في هذه السنة قلّده المكتفي تقليدا من جهته بما في يده من الأعمال، وأقام بسجستان، وتشاغل باللهو والصيد. فخرج عليه (٢٦١) الليث بن علي بن الليث في سنة ست وتسعين حسبما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
ذكر سنة إحدى وتسعين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وستة وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وإصبع ونصف.