بنيه فقتلواه، ونجى الحارث هاربا، فوقع ببني كلب فقتلوه. واختلف ولده بعده على الرئاسة حتّى قتلوا بعضهم بعضا. ثمّ تتبّع المنذر سائر بقيّتهم حتّى أفناهم.
فلمّا زال الملك عنهم، صارت الرئاسة في بني جبلة بن عديّ بن ربيعة، حتّى تولى قيس بن معدي كرب، وعلى عهده قام الإسلام، أقامه الله إلى يوم الأزل، حتّى صار الأشعث بن قيس-وهو الذي أتا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في سبعين نفر من أشراف كندة، فأسلموا، والله أعلم.
ذكر وقائع العرب وحروبها في أيّامها المشهورة
قد انتهى الكلام في ذكر سائر ملوك الأمم من العجم والعرب وأصولهم وفروعهم ومددهم ووفياتهم، بعون الله تعالى وحسن توفيقه وبركة إلهامه. وقد قصدنا أن نتلوا ذلك بذكر شجعان الجاهليّة وأيّام وقائع العرب المذكورة، مع الفصحاء من شعرائهم المشهورة، ونذكر كلّ شاعر من فحلاء الجاهليّة، ونطرّز ذلك بشيء من مختار شعره، مع نبذة لطيفة من ذكره، ليكون هذا التاريخ جامعا بين الزّهرة والخضرة، مؤلّفا كتأليف ابن كردان الحضرة، موفّقا لذلك، إن شاء الله تعالى.
ذكر كليب ومهلهل ابنا ربيعة،
وهو حرب البسوس المذكور
أجمعت الرّواة من أهل الجزيرة بوقائع العرب وأيّام حروبهم؛ منهم