الخليفة: الإمام المستكفى بالله أمير المؤمنين سليمان، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر عزّ نصره، سلطان الممالك الإسلاميّة، قرن الله ملكه بالأبديّة، والنوّاب بمصر والشام، حسبما تقدّم من الكلام، فيما تقدّم فى الأعوام، وكذلك ملوك الأمصار، فى ساير الأقطار
فيها فى ثالث عشر صفر، وصل رسل سيس بالحمل، وهو ستّ ماية ألف درهم، وتحف وهدايا، وبغال وأجمال نعال ومسامير عدّة أربعين جملا، ومايتى وسبعين أسيرا من المسلمين
وفيها فى آخر يوم من شهر رمضان المعظّم، أحضر الأمير سيف الدين سلاّر، الموالى القضاة الثلاثة الشافعىّ والمالكىّ والحنفىّ، ومن الفقها الباجىّ والجزرىّ والنمراوىّ، وتكلّم معهم فى إخراج الشيخ تقىّ الدين بن التيميّة، فاتّفقوا على أن يشترط عليه أمور ويلزم بالرجوع عن العقيدة.
فأرسلوا إليه من يحضره ليتكلّموا معه فى ذلك. فلم يجب إلى الحضور، وتكرّر إليه الرسول ستّ دفعات، وهو مصمّم على عدم الحضور، وطال عليهم المجلس، فانصرفوا على غير شئ
وفيها توجّه الركاب الشريف السلطانىّ إلى الصعيد، وفى ركابه الأمير سيف الدين سلاّر، وتصيّد وعاد إلى القلعة المحروسة فى خير وعافية
وفيها توفّى الأمير بدر الدين بكتاش الفخرىّ أمير سلاح، رحمه الله تعالى، وكان من أكابر الأمرا الصالحيّة النجميّة، ومن كبار المقدّمين الألوف بالديار